كان وجهه .. أجمل رسم حفره الانتظار علي جدار الآتي
وكانت السماء تمطر .. كانون الأول في نهايته
رائحة شتاء قادم
لماذا .. عندما أنتظر الشتاء .. لا يأتي
أ لأن الشتاء يحب المفاجآت
كما مفاجأة الحب الأول
" أجمل حب .. هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شئ أخر " (1)
وككل الاشتية .. يرحل مبكرا
لأمضيه بلا رفيق .. فأصادق البرد و هطول الذاكرة
يرحلون كما الشتاء علي عتبات الغيم
وبوابات المدن
ويتركونني
وحيد
وصغير
" أخرج من معطفه الجريدة .. وعلبة الثقاب (2)
ودون أن يلاحظ اضطرابي
ودونما اهتمام
تناول السكر من أمامي
وذوب قطعتين
وفي دمي .. ذوب قطعتين
ودون أن يراني
ويعرف الشوق الذي اعتراني
تناول المعطف من أمامي
وغاب في الزحام
مخلفا وراءه الجريدة
وحيد ..... مثلي أنا ... وحيد "
ذلك الشتاء .. رحل
بصمت
بشوق الفقد
وغموض البعيد
رحل ... بعد أن أهداني عطره
فوق دفاتر الذاكرة
وبقايا أحلام
و ألم .........
" أشلاء الأشياء .. أكثر إيلاما من جثث أصحابها .. " (3)
... أفقد الوجوه و الأشياء
أنتظر السماء .. علها تمطر في شتاء أخر
تغسل الوجوه من زيف الأقنعة
كم هي قاسية حقيقة الوجوه
" الحقيقة . .مرآة مهشمة .. في كل شظية حقيقة " (4)
أتنفس الهواء بصعوبة
و أمضي ...
أبحث عن صديق آخر
عن رائحة شتاء
قال لي الشتاء ذات يوم
" لا زلت صغير ... لكي تفهم أن كل شئ معد للخسارة
ستحتاج عمرا كعمري .. لكي تفهم
ذلك أنك.. ستظل صغير
في كل الفصول
وفي .. كل القلوب
يا صغير ! "
أمشي .. فوق أرصفة مبللة
أكتشف أنها مبللة .. بدموع المطر
الحزين ... مثلي
تمطر السماء من جديد ....
تبوح بالأسرار و الجراحات التي
تختبئ تحت معاطفهم الثقيلة
و أنا .......
أختبئ تحت معطف المطر !
ياريت تعطوني رايكم
بقلم منتصر عبد الجواد