أول من أطلق تعبير " أشبال فتح "

تعرف من هو أول من أطلق تعبير " أشبال فتح " على الفتحاويين الصغار ، وكيف نشأت هذه التسمية ؟!

من المعروف أن قوات العاصفة الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" هي من أطلق الرصاصة الأولى في ليلة الفاتح من يناير عام 1965 م ،وكانت تضم نخبة من الشباب الوطني المثقف الواعي لكل ظروف المرحلة، استشهد عدد منهم في معركة الكرامة في شهر مارس عام 1968 ، وخُشي من فقدان بقية هذا الرعيل المؤسس .
هذه المعركة كانت سببًا في تدفق جماهير واسعة من أبناء شعبنا ( ومن أبناء البلدان العربية) للالتحاق بالحركة الصاعدة التي حققت الانتصار الأول في حرب التحرير الشعبية وكان لها الوقع الهائل في نفوس الجماهير العربية خصوصًا بعد سلسلة الهزائم التي منيت بها الجيوش العربية في حربها مع إسرائيل ، مما حدا بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر إلى القول عن المقاومة قولته المشهورة ( هذه أنبل ظاهرة أنجبتها أمتنا العربية ) .
في صيف عام 1968 كان هناك مكتب للتنظيم السياسي لفتح في مخيم البقعة للآجئين الفلسطينيين في الأردن ، وكان مكتبًا بسيطًا يتردد عليه بعض الأخوة المكلفين بالتوعية والتوجيه السباسي ، كانت هناك مجموعة من أطفال المخيم تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 10 سنوات تقريبًا ترابط حول المكتب وعيونها معلقة بكل مقاتل يتردد على ذلك المكان ، ما يشد اهتمامهم هو بندقية الكلاشنكوف والبدلة العسكرية المموهة وتلك "الحطة" التي يلفها المقاتل الفلسطيني "الفتحاوي" حول عنقة ، في تلك الأيام كانت الحركة تركز بشكل مكثف على الجانب الإعلامي لتغطية شؤون الحركة وشرح أهداف عملياتها العسكرية (وفي تلك الآونة أيضًا انطلق صوت العاصفة من إذاعة صوت العرب في القاهرة ) .
برفقة صحفية فرنسية كان ذلك الشاب الأسمر النحيل ذو العينين الخضراوين ، يتردد على قواعد المقاتلين ومعسكراتهم ليشرح وباللغة الفرنسية لهذه الصحفية عن الثورة وعن مقاتلي العاصفة ، وقيل إنها بالإضافة لكونها مراسلة صحفية هي بصدد وضع كتاب عن الثورة الفلسطينية وقواتها العاصفة ، وأنه سبق لها أن غطت أخبار الثورة الفيتنامية ، هذا الشاب وضيفته الصحفية حط الرحال في مخيم البقعة في ذلك المكتب المذكور وما أن وصل حتى إلتف من حوله الأطفال الملازمين دومًا للمكتب لم ينهرهم أو يطردهم بل قدمهم إلى هذه الإعلامة على أنهم من أبناء الثورة وأنهم الجيل الذي سيحمل راية الثورة والتحرير ، كان هذا الشاب كلما جاء إلى المكتب تفرغ للهو مع هؤلاء الأطفال والركض معهم حول المكتب وترديد كلمات مثل فتح فتح , وعاصفة عاصفة، فوق التل تحت التل اسأل عنَّا الريح تندل ، والأطفال في غاية السرور والفخر بانهم صاروا محسوبين على قوات العاصفة ، تلك القوات التي ستعيدهم إلى وطنهم ، كان هذا الشاب ذو نظرة ثاقبة رأى في هؤلاء الصغار الإمتداد الطبيعي واللازم للثورة، وأنهم عدة المستقبل وهم من سيحمل راية الثورة والمحافظة عليها ، كان يقول : هؤلاء هم " أشبال فتح " ، وانطلق هذا التعبير ليحفر مجراه في كل مخيمات وتجمعات شعبنا في الأردن ثم في لبنان وسوريا ثم أخيرًا في الوطن ،وليشكل أهم روافد الثورة ويؤسس لما سُمي لاحقًا منظمة أشبال وزهرات فتح .. بقي أن أقول إن ذلك الشاب الأسمر ذو العينين الخضراوين النحيل في ذلك الوقت هو الأخ " صلاح التعمري " محافظ بيت لحم في الوقت الراهن .
وبعد ،فلست مؤرخًا ولا أزعم أنني أمتلك الحقيقة ،هذه هي روايتي ومن عنده ما يدحض به ذلك أو يضيف عليه فليتفضل ويصحح معلوماتي وسأكون له من الشاكرين .