هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ليث المشاهد
المدير العام
المدير العام
ليث المشاهد


ذكر
عدد الرسائل : 700
العمر : 36
العمل/الترفيه : طالب جامعي " صحافة وعلاقات عامة "
تاريخ التسجيل : 25/12/2007

الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر Empty
مُساهمةموضوع: الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر   الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 29, 2007 2:08 pm

الجــزء الخامس و الأخيـــر


قواعد المسلكية الثورية للكوادر



تلعب الكوادر القيادية في الحركات الثورية دورا هاما واساسيا في تحقيق الاهداف وانجاز المهمات الثورية، وكلما اعطت الحركات الثورية اهتماما اكبر في خلق وبناء كوادرها المسؤولة، من خلال تفاعل الوعي النظري بالممارسة العملية، كلما ازدادت ايجابية المردود العملي للممارسة، ونجاح الحركة الثورية لا يتوقف على امتلاكها للنظرية الثورية وبرامج العمل الواضحة فحسب، وانما بامتلاكها الكوادر، التي تستطيع ان تقود وتراقب تنفيذ برامج العمل بجدارة.

يتطلب تشعب المهمات والمسؤوليات الملقاة على عاتق الكوادر القيادية، درجة عالية من المعرفة الواثقة والاطلاع الشامل والنشاط والقدرة المتفوقة على الادارة، شريطة ان تتوفر كل هذه المتطلبات على اساس استخدامها، وبمنهج علمي. ونجاح الكوادر القيادية، لا يتم بمواهب وقدرات ذاتية ولدت فيهم، وانما من خلال اكتساب هذه القدرات وتنمية المواهب بالممارسة العملية داخل البناء التنظيمي للحركة الثورية، ان عملية الارتقاء في المراتب التنظيمية، لا يجوز ان تتم على اساس المزاج الشخصي لبعض القادة.. وانما نتيجة القدرات التي يمتلكها الكادر والانجازات التي حققها، وكلما تصاعدت القدرات .. وتراكمت الانجازات، فانها تبني للكادر في حركته الثورية تاريخاً ذاتياً، وسجلا يمكن على اساسه الحكم في أية مرحلة، ومن خلال أية قيادة على الموقع الذي يستطيع الكادر ان يملأه بجدارة، والمسؤوليات التي يستطيع ان يتحملها.

ان امتلاك الشخصية القيادية ضرورة اساسية للكوادر المسؤولة في الحركات الثورية .. ومفهوم الشخصية القيادية يختلف باختلاف المجتمعات، ومناهجها الحياتية، ولكن هذا المفهوم يكاد يكون متطابقا عند كل الحركات الثورية التي تعتمد المنهج الثوري اساساً لتحليلها وممارساتها.

ويتطلب امتلاك الشخصية القيادية من الكادر، التزاماً كاملاً بقواعد المسلكية الثورية في المجالات المختلفة، فالقائد الذي لا يتمتع بالحس الجماهيري الاعمق، لا يستطيع ان يؤكد على الخط الجماهيري لدى المناضلين، والقائد الذي يفتقر الى الوعي السياسي، لا يستطيع ان يقود، والقائد الذي لم يصل الى موقعه عبر نضالات طويلة وتدرج في المسؤولية من خلال ارتباطه الدائم بالاطر التنظيمية، لا يستطيع ان يحترم ويقدس الاطر، ويكون مزاجيا يتحكم بالاعضاء وبمواقعهم النضالية على هواه..

واذا كان الكفاح المسلح، هو الاسلوب الوحيد الذي يحدده برنامج الحركة الثورية لتحقيق اهدافها، فان القائد، الذي يتصدي لأية مهام غير قتالية، دون ان يعطي اهمية للنضال .. ودون ان يكون قد مارسه فعلا بأي شكل من اشكاله المتعددة... ان هذا القائد، مهما كان مفوها سياسيا أو محبوبا جماهيريا أو منظراً تنظيمياً، فانه لن يستطيع اكتساب ثقة اعضاء الحركة ومقاتليها. ولهذا، فان كل القيادات في الحركات الثورية، مطالبة بالتقيد الكامل بقواعد المسكلية الثورية في كل المجالات، حتى يكونوا القدوة الحقيقية للاعضاء.

والى جانب قواعد المسلكية الثورية في المجالات الجماهيرية والسياسية والتنظيمية والعسكرية، فان القيادات ملزمة بامتلاك صفات، تؤكد تفوقها وقدرتها على تحمل مسؤولياتها القيادية .. وتكون هذه الصفات نفسها موجودة عند كل اعضاء الحركة الثورية، ولكن بدرجات متفاوتة، قمتها قيادة الحركة الثورية. ويتفاوت القادة انفسهم بدرجات امتلاكهم للصفات الشخصية القيادية، وان كانوا في نفس المرتبة التنظيمية أو يتحملون نفس المسؤولية. والشخصية القيادية لا يمكن تحديدها بامتلاك كل الصفات الشخصية وقواعد المسلكية الثورية للكوادر، ولكن بامتلاك حد ادنى .. منها بشكل عام، الى جانب امتلاك حد اعلى من بعضها. وهذا الامتلاك لبعض الصفات الشخصية، التي تحدد مسلكية القيادة، هي التي تجعل احد القادة يمتلك صفة القيادية الطليعية بامتلاكه للحس الجماهيري بدرجة متفوقة أو لنشاطه الدائم ومواظبته وعدم ملله، حتى في اقسى الظروف.. أو لامتلاكه لاعصابه عند الملمات، وهدوئه عندما يبدأ الاخرون يتهاوون. ان صفة التمييز .. والتفوق في مجال ما، هي التي تجعل القائد مسيطرا على الموقف..والقدوة والطليعة كصفة اساسية لأي قائد، لا يمكن امتلاكها في الحركات الثورية، الا بامتلاك الحد الاعلى من القناعتين الاساسيتين.. الايمان بحتمية النصر.. والاستعداد للتضحية. هاتان القناعتان لا يجوز مطلقا .. وتحت أي ظرف من الظروف ان يختلا لدى القائد، الا اذا قرر ان يعتزل العمل الثوري. ان القائد الذي يشكك في حتمية النصر، لا يجوز له ان يبقى مطلقا داخل الحركة الثورية. كما ان القائد الذي يتقاعس، والذي تغلب مصالحه الذاتية على المصالح العامة، تجعله لا يستطيع التضحية في سبيل الحركة، لا يجوز له ان يستمر في موقع القيادة.

وينعكس المردود الايجابي لانجازات القائد على موقعه في نفوس الاعضاء، حيث انه يقودهم الى تحقيق الهدف، ولذلك فهم يشعرون معه بفرحة النصر. ويشعرون معه بأهمية العمل الجماعي. ان القائد، الذي يحاول سرقة جهود الاخرين ويجير انتصاراتهم لاغراضه الذاتية، يفقد احترام وثقة المناضلين، مهما اكتسب من الصفات القيادية الاخرى.. والقائد المبادر، المليء بالنشاط والحيوية، اذا افتقد قدرته على تنظيم العمل، وتحديد الأولويات، ومطابقة الامكانيات بالمهمات فانه يغرق ويُغرق معه الاعضاء، الذين يتولى قيادتهم، في دوامات تبعثر الجهد والبدايات والمبادرات، التي تموت قبل ان ترى النور.. انه ليس مهما فقط ان تبدأ بداية صحيحة على طريق التنفيذ .. ولكن المهم الاستمرار بالعمل حتى النهاية.. حتى تحقيق الهدف . ان بداية صحيحة واحدة والاستمرار فيها خير من مئة بداية صحيحة تنتهي قبل الوصول لأية هدف.

ومهمة القائد في الحركة الثورية، ليس فقط ان ينظر الى واقعه الزمني والمكاني.. وانما النظر الى الحركة الثورية في واقعها المتطور وحركتها الدائمة .. وهذا يدفع بالقادة الى تطوير اسلوب القيادة .. بمحاربة كل محاولة للجمود أو التقوقع والانطلاق الى آفاق جديدة في البحث والتطور للارتقاء بالمستوى النظري والعملي باستمرار.

وفيما يلي بعض القواعد المسلكية الثورية للكوادر:-






1. القدوة والطليعة :

تزداد ضرورة الالتزام بالمسلكية الثورية للعضو، كلما ازدادت مسؤولياته وصلاحياته. وعندما يصبح العضو كادراً مسؤولاً أو قائداً عسكرياً فان التزامه بالمسلكيات الثورية في كل المجالات، يجب ان يصل الى درجته القصوى . فالكادر المسؤول الذي يقود الطلائع الثورية، يشكل القدوة والطليعة لاعضاء التنظيم الثوري، الذين هم قدوة وطليعة الجماهير. ولهذا .. فالكادر المسؤول، مطالب بأن يكون ذا حس جماهيري مرهف وعميق، يشعر بصدق مع الجماهير في افراحها واتراحها ويحس باحساساتها حتى يستطيع ان يوجه الاعضاء العاملين في المجال الجماهيري، كيف يلتزمون بقواعد المسلكية الثورية في هذا المجال. والكادر المسؤول، مطالب بأن يكون الاكثر وعيا وتفهما للنظرية الثورية ومفهومها السياسي. فهو بغض النظر عن المجال الذي يعمل فيه عسكرياً أو تنظيمياً أو جماهيرياً.. انما يترجم الخط السياسي ويضعه موضع التنفيذ.. والكادر القائد لا يستطيع ان يعمل في الحركة الثورية في المجالات المختلفة، الا اذا كان متفهما .. ومؤمنا لنظرية العمل التنظيمي .. ان اخطر ما يواجه الحركات الثورية، ان يصل الى مراتب القيادات المسؤولة فيها، افراد لا يؤمنون بالعمل التنظيمي، ولا يحترمون طبيعة العلاقات التنظيمية وقواعد المسلكية الثورية في المجال التنظيمي .. والكادر القائد مطالب، الى جانب كل و ذلك، ان يكون قادرا على العمل العسكري بالشكل الارقى. وهو يطالب بذلك لتأكيد قيادته وطليعته للاعضاء، بما يختص بالقناعتين الاساسيتين للثورة، وهي الايمان بحتمية النصر، والاستعداد للتضحية.. ولا يصبح العضو كادرا مسؤولا في الحركات الثورية، الا بامتلاكه القدارت التي تؤهله لقيادة الآخرين، وهذه القدرات يجب ان لا تكون ملموسة ومرئية لدى القيادة العليا، التي تضع الكادر في الموقع المسؤول فحسب، وانما يجب ان تكون ملموسة بالممارسة والمعرفة لدى الاعضاء، الذين سيتولى الكادر قيادتهم. وهي ان لم تكن معروفة من قبل، فان على الكادر ان تكون ممارساته مؤكدة للاعضاء على حسن اختيار القيادة العليا للكوادر. وفي الحركات الثورية، حيث تمارس المركزية الديمقراطية، التي تعطي للأعضاء حق اختيار قياداتهم والمسؤولين عنهم، تعطي القيادة العليا المنتخبة أيضاً، حق الالزام بالقرارات المركزية، عندما تقتضي مصلحة الحركة الثورية ذلك. والكادر لا يصبح قائدا حقيقيا لمجموعاته، الا اذا استطاع ان يثبت لهم ذلك بالممارسة.. فهو مطالب، الى جانب كل ما ذكرناه عن تفوقه في الالتزام بقواعد المسلكية الثورية في المجالات المختلفة، ان يكون قادرا على حل مشاكلهم .. واخراجهم كمجموعات.. أو كافراد من مآزقهم النضالية.. والشخصية.. وهو مطالب، ان يعمق شعورهم بالانتماء للحركة الثورية.. وليس لشخصه .. بل عليه ان يحارب كل بادرة انحراف تبدو نحو تشجيع ظاهرة الاستزلام والتمحور. والكادر القائد يجب ان يكون دائما صاحب قرار حازم وحاسم في اللحظة المناسبة، كما انه يجب ان يكون القدوة الحقيقية فيما يتعلق بالمسلكية الشخصية، التي تجعله يتميز خلقيا عن غيره من الاعضاء العاديين، وان يضرب بسلوكه الشخصي المثل الاعلى في الخلق الحميد.. والتهذيب والالتزام الثوري.


2. العمل الجماعي :

ان اخطر الامراض، التي يمكن ان تصاب بها الحركات الثورية، هو مرض الفردية عند الكوادر المسؤولة. وتنبع خطورة هذا المرض، في ان القائد يتحول الى متسلط، قد تقوده اهواؤه الذاتية وطموحاته، الى ضرب الحركة الثورية كلها، أو الوقوع في اخطاء نتيجة التشبث بالمواقف الخاطئة والتكبر عن ممارسة النقد الذاتي. ولهذا، تقتضي المسلكية الثورية ان يتمتع الكادر المسؤول بدرجة متفوقة من الروح الجماعية والتوجه الصادق للعمل مع الجماعة، بروح من الديمقراطية المحكومة بمركزية صارمة. فالرأي مقبول لكل عضو ما دامت القضية مطروحة للحوار والنقاش. اما اذا أخذ القرار فان دكتاتورية التنفيذ يبدأ دورها.. وعلى الجميع التقيد بالقرار وبالعمل لتنفيذه. ان تنفيذ القرار، الذي يجمع عليه الاعضاء نتيجة حوار ديمقراطي، اسهل من تنفيذ القرار المفروض عليهم والمتجاهل لرأيهم، حتى وان كانوا كافراد مقتنعين به.. ان روح العمل الجماعي تتقوى بالمشاركة في صناعة القرار.. وفي التخطيط وفي التنفيذ.. وفي صناعة النصر.

ان على الكادر المسؤول ان لا يتجاهل دور الافراد في بناء المستقبل، ولكنه مطالب بان يجعل بين هؤلاء الافراد لغة مشتركة تجعل تحركاتهم .. ومواقفهم متكاملة، ويصبح الجميع مدركين، بأن تحقيق الهدف مرهون بتعاونهم وبعملهم كفريق واحد، وان انفراد أي منهم، مهما كانت امكانياته وقدراته، لن تسمح له بتحقيق الهدف منفردا.. وان الصدف اذا ساعدت بعض المواقف والآراء الفردية على تحقيق نصر ما، فان هذه الصدف لا يجوز فرضها على المستقبل كقاعدة للعمل. ان القوانين العامة، التي تتحكم في المسيرة الثورية للحركات التي تتصدى لتغيير الواقع الفاسد، تؤكد على ضرورة العمل الجماعي على كافة المستويات، خصوصا في المستويات القيادية المسؤولة. حيث ان التفرد في المستويات القيادية يشكل شرخاً طولياً داخل البناء التنظيمي للحركة، مما يهددها بالانقسامات والتشرذمات. ان تصدع البناء التنظيمي ينجم في معظم الحالات عن الاختلاف في التقلبات، التي تتحكم في المواقع القيادية، والتي تشكل لها امتدادات متقاطعة داخل الهرم التنظيمي. ان تعميق مفهوم القيادة الجماعي، لدى كل كادر مسؤول في الحركة الثورية، هو الذي يعمق مفهوم العمل الجماعية لدى اعضاء الحركة الثورية وهو الضمانة الوحيدة لسلامة البناء التنظيمي ولفعالية العمل العسكري ولتأكيد الالتفاف الجماهيري حول الحركة الثورية، مما يؤكد ضمانة تحقيق النصر.


3. التواضع :

ليس التزام الاعضاء في الحركات الثورية باطاعة واحترام قياداتهم، نتيجة لخوف أو طمعا في مصلحة أو مكسب ذاتي. انه نابع من الشعور بالمحبة تجاه هؤلاء القادة والمسؤولين وما يمثلونه من رموز للتضحية، في سبيل الواجب والاخلاص، في سبيل الحركة واهدافها واعضائها. ان الكادر المسؤول، الذي يحاول السيطرة على الاعضاء من خلال ارهابهم وتخويفهم والتلويح بانواع العقوبات المختلفة، للذين لا يطيعونه اطاعة عمياء. ان هذا الكادر سيفقد حتما موقعه .. لان الحركات الثورية لا تضم مرتزقة .. وانتهازيين، وانما تقوم على اكتاف الثوار، الذين لا يخشون في الحق لومة لائم، والذين يدركون جيداً، ان مسيرة الثورة تقتضي منهم ان يواجهوا الباطل والخطأ بروح نقادة، وان يعملوا على محاربة الانحراف أيا كان مصدره. مدركين جيداً ان اعظم الجهاد، هو كلمة حق عند قائد جائر. وقد يكون القائد مخلصا .. صادقا .. ولكنه ينظر الى رفاقه في النضال ورفاقه في السلاح نظرة استعلاء وكبرياء، بعيدة كل البعد عن مسلكية العلاقات الاخوية وضرورتها لرص البنيان التنظيمي.. ان الكادر، الذي يفقد صفة التواضع، يكون فاقدا لمسلكية ثورية اساسية، لا يجوز ان يفقدها القائد .. ان المحبة، التي تتعمق في نفوس المناضلين لقادتهم، تنبع من موقفين اساسيين للكادر المسؤول. أولهما الموقف من العضو عندما يخطئ .. وقد ثبت ان الاعضاء يحترمون القادة، الذين لا يرحمون المخطىء .. وينفذون به العقاب الذي يستحقه .. ويحرمونه من لمسة التواضع والحنان، حتى يعود الى رشده ويصبح عضوا صالحا . والموقف الثاني، هو موقف القادة من الاعضاء في الحالات العادية أو حالات الانجازات، التي تحتاج الى اثابة .. القائد الذي يفقد صفة التواضع، يفقد محبة الاعضاء الجادين والاقوياء له. ان الثقة والاعتزاز بالنفس، هي من القواعد الثورية الاصيلة، التي لا يجوز غيابها لدى العضو. فالحركة الثورية لا تستطيع ان تجابه اعدائها بمجموعة من الافراد الخنع.. المستسلمين سلفا.. الذين لا يثورون لكرامتهم .. ان القائد، الذي يقاتل بمجموعة تعتز بنفسها.. وبحركتها.. وتحترم وتحب قائدها .. يحقق النصر. اما القائد، الذي يقاتل ويخوض المعارك بمجموعات، لا يكن لها أي احترام .. يحتقرها .. ويعاملها بعنجهية ويعمق فيها روح الخنوع.. هو قائد مريض.. قائد فاشل، لا يمكن ان يحقق انتصارا. ان معاملة القائد المتواضعة للاعضاء، تعكس نفسها على طريقه معاملة الاعضاء لاخوانهم وللجماهير. ان نزعة احتقار الجماهير من بعض الاعضاء في الحركات الثورية، ينجم عن شعورهم باحتقار قادتهم لهم.. والقائد، الذي يريد ان يكسب الجماهير للثورة، عليه أولا ان يكسب اعضاء الحركة الثورية، عن طريق المعاملة الاخوية .. وعلى رأسها التواضع.


4. البشاشة والتفاؤل :

ليس هنالك حركة ثورية تقاتل من اجل القتال فقط. وليس هنالك ثوري حقيقي يقاتل قتالاً شجاعاً، ولكن يائساً على المدى الاستراتيجي.. ان الثورة تنطلق من اجل الهدف.. والثائر مطالب باستمرار، ان يكون مؤمنا بحتمية النصر. والقائد عليه ان يمثل دائماً امام الاعضاء جسر الوصول الى الهدف، بتفاؤله الدائم، بحتمية النصر. فالقائد هو مبعث الامل لرفاقه، وهو الذي يبعث فيهم روح العزيمة، وينقلهم من واقع اليأس المتردي الى واقع الامل المشرق. ان معنويات الاعضاء، لا تهزها كل اذاعات العدو وحربه النفسية وقصفه وما يحققه من انتصارات على الحركة، قدر ما تهزه حالة يأس وتردي يظهر اثرها على وجه قائدها.. حالة فقدان الامل.. حالة انهيار الجسر. ولهذا .. فان القائد مطالب دائما .. وفي احلك الظروف، ان يستجمع كل قواه.. وكل اعصابه، ليسيطر على الاعضاء بروحه المتفائلة.. وعزيمته الصلبة، واشراقة ابتسامته، التي تمتص كل سحر الحرب النفسية للعدو.

وان كان من المغفور له ان تهتز معنويات مقاتل أو عضو في الحركة الثورية، فانه لا يجوز ان يغفر انهيار معنويات قائد لموقع.. أو مسؤول يقع في أيدي العدو. ان هيبة كل القيادات الثورية تتزعزع لدى اعضاء الحركة ولدى الجماهير، عندما ينهار احد هؤلاء القادة امام ارهاب العدو، فيشهر بالحركة الثورية وبخطها وبهدفها وبالاعضاء وباخوانه القادة.. ان تفاؤل القائد، لا يكون فقط مطلوبا في الأيام العادية.. لا يكون مطلوبا فقط وهو بين الاعضاء، فالقائد مطالب بالتفاؤل.. وبالايمان بحتمية النصر، سواء كان يحقق انتصاراً أو يواجه هزيمة.. سواء كان بين اعضاء حركته أو في زنزانة للعدو.. انه مطالب دائما ان يتذكر، ان حركة التاريخ هي ما تمثله حركته الثورية. وان دوره كفرد، ليس الا لبنة في بناء هرمي عظيم . وان عليه، وهو في احلك الظروف، ان يتذكر نفسه وهو خارج هذا الظرف السيء ويتخيل احد رفاقه في الخارج مكانه.. ماذا سيفعل.. انه سيستمر.. سيناضل.. سيقاتل من اجل تحقيق النصر .. هذا هو مفهوم البشاشة والتفاؤل، كمسلكية ثورية للكوادر، مطالبة دائما ان يلتزموا بها.

ان القائد يناضل دائما وهو يتوقع اسوأ الظروف، ولكنه دائم التفاؤل بالنتائج الحسنة وبحتمية النصر.


5. الانسانية :

تتطلب العلاقات التنظيمية في الحركات الثورية روحا اخوية، ولكنها الى جانب ذلك، تتطلب من الكوادر المسؤولة والقادة روحا ابوية تغمر الاعضاء، بالعطف.. والحنان . ان الشعور مع الاعضاء في سرائهم وضرائهم، يعمق روح المحبة المتبادلة. تلك الروح، التي تنعكس مباشرة على طبيعة العلاقة بين الحركة الثورية والجماهير. ان المسلك الانساني للكادر المسؤول، هو الذي يعطي للقيادة مفهومها المتكامل. المفهوم، الذي يجمع بين اللين من غير ضعف، والشدة من غير عنف، وهو الذي ينمي العلاقة بين الاعضاء وقادتهم، مما يجعل حدود التفاعل متجاوزة حدود التكامل. ان التأثير المتصاعد لفعالية الاعضاء وقوة ارتباطهم بالحركة الثورية نتيجة امتلاك الكوادر والقادة روحا انسانية في مسلكيتهم الثورية، ينجم عن تعمق لمفهوم المحبة الثورية ومفهوم الابوة والاخوة. فعندما يتصدى الكادر المسؤول لحل المشاكل الشخصية للاعضاء الحركيين، بنفس الروح التي يحل بها مشكلته الشخصية. فان قوة الشعور بالانتماء تتضاعف، ليس فقط عند العضو صاحب المشكلة المحلولة.. وانما عند سائر الاعضاء، حيث ان المنهجية الصحيحة في المعاملة تعكس نفسها على الجميع، فيطبقونها كل في مجاله وضمن اختصاصه، مما يجعل المسلكية الانسانية، كقاعدة للمسلكية الثورية مسلكية عامة، تجعل من الحركة الثورية تلامساً مع الواقع الجماهيري. معاملة بحنان لينقله الى الواقع الثوري، ومن ثم الى واقع المسيرة الشعبية حتى النصر.

ان انعدام أو تخلخل الروح الانسانية في المعاملة داخل الحركة الثورية، يضعف الروابط التنظيمية ويشل الفعالية الثورية للحركة. وان من اخطر الامراض، التي يمكن ان تصاب بها الحركات الثورية، هو ان يصبح مسؤولوها وقادتها مجردين من النزعة الانسانية تجاه اعضاء التنظيم، فيعاملونهم دون رحمة.. ويهملونهم .. ويتغطرسون عليهم ويتركونهم يغرفون في مشاكلهم، دون الاخذ بيدهم، ثم يحاسبونهم بقـوة لتقصيرهم في اداء مهماتهم وواجباتهم.

ان الحركة الثورية، التي تفقد الروح الانسانية كمسلكية للعلاقات داخل الاطر التنظيمية، تفقد الزيت الذي منه تتعذى شعلة الامل في الحرية، وتنطلق انوار المستقبل الباسم. ولهذا.. فان على كافة الكوادر المسؤولة والقيادات الحركية، ان يحرصوا على التمسك بالروح الانسانية كمسلكية ثورية، لها تأثيرها الفاعل على المسيرة الثورية للحركة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fthawy.ahlamontada.com
ليث المشاهد
المدير العام
المدير العام
ليث المشاهد


ذكر
عدد الرسائل : 700
العمر : 36
العمل/الترفيه : طالب جامعي " صحافة وعلاقات عامة "
تاريخ التسجيل : 25/12/2007

الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر   الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 29, 2007 2:09 pm

6. الثقة بالنفس :

ان الشعور الحقيقي للكادر المسؤول أو القائد بقدرته على تحمل مسؤولية القيادة، هي التي تجعله قادرا بالممارسة العملية على القيادة. ان غياب شعور الثقة بالنفس عند القائد لا يمكنه تعويضه بصفات أخرى. فسلطة الكادر المسؤول أو القائد لا تأتي بقرار، وانما تأتي نتيجة تفاعل بين القائد والاعضاء .. نتيجة شعور القائد بقدرته على القيادة. وشعور الاعضاء أيضا بقدرته على قيادتهم . ويأتي الشعور الأول، الذاتي، من خلال امتلاك الثقة بالنفس، ويأتي الشعور الثاني لدى الاعضاء من خلال الممارسة على اساسها، الى جانب ما يمكن ان يملكه الكادر من صفات قيادية أخرى. ان التهويش والصراخ والفهلوة، قد تعطي مردوداً سريعاً، ولكنه لا يلبث ان يضيع وتتحطم قدرة الكادر على القيادة. ان السلطة الحقيقية، التي يطرحها الكادر والقائد على الاعضاء، هي تلك التي تنبع من قدراته الذاتية، وليس من حالتهم النفسية. وهي التي تؤثر على روح المجموعة لتعمق فيها مفهوم الانضباط والطاعة والفعالية. والسلطة الحقيقية لا يفرضها انتخاب الفرد من المجموعة أو تعيينه من قبل مراتب تنظيمة اعلى . ان الانتخاب أو التعيين، يعطي الكادر الشرعية في ان يمارس الدور القيادي. ولكنه لا يستطيع ان يكون قائداً فعلياً، الا اذا امتلك الصفات اللازمة لذلك، وعلى رأس هذه الصفات الثقة بالنفس.

ان تحويل الثقة بالنفس كصفة للقائد الى مسلكية ثورية، هو الذي يؤكد قدرة الكادر على القيادة. وهي التي تجعله ينتزع من الاعضاء الاقرار له بالقيادة فعليا. واذا كانت المركزية الديمقراطية تعطي للاعضاء حق المشاركة المباشرة أو غير المباشرة في انتخاب قياداتهم، فان الاعضاء قد يخطئون في الاختيار. وقد يصل الى مستوى المسؤولية من هم دون تحملها. ولهذا، فان المؤتمرات المتتالية للحركات الثورية، هي التي تعيد تقييم القيادات والكوادر، فتعطي لمن قادوا بثقة عالية وامتلكوا صفات القيادة واعطوا نتائج على هذا الاساس، حقا في القيادة من جديد. ويجدر بالكادر ان يتمسك وعن قناعة وكفاءة بالثقة بنفسه، كمسلكية تحكم تصرفاته داخل الاطر الثورية وخارجها، حيث ان فقدان الثقة بالنفس داخل الاطر أو خارجها، تهز من قدرة الكادر على القيادة. وتضعف البنية الثورية للحركة مما يستدعي اعادة النظر في توزيع المسؤوليات.

7. العزم والعدل :

ان تكريس سلطة الكادر أو القائد، لا تأتي قط نتيجة قدراته الباهرة على الانتاج في مجال العمل، وانما لقدرته على قيادة الرجال.. وتوجيههم وتطبيق اسس العلاقات الثورية بينهم. ومهما كان القائد مبدعا على مستوى الكفاءة في العمل، فانه يفشل في مهمته، اذا افتقد الحزم والحسم في الامور لوضعها في نصابها الصحيح. ان الحزم، كصفة اساسية في الكادر المسؤول، تشكل قاعدة للمسلكية الثورية، ولكنها ترتبط دائما مع صفة اخرى وقاعدة للمسلكية الثورية لا يمكن فصلها عن الحزم، وهي صفة العدل. فالكادر اذا كان حازما حاسما دون عدل، فان مصائب كثيرة تنزل بالحركة الثورية، حيث ان الاعضاء البسطاء، الذين يتحملون في المسيرة الحركية كل الصعوبات والتضحيات، هم الذين سينزل عليهم سلاح الحسم، ليزيد من مصائبهم، بينما يرتع الانتهازيون والمتسلقون، الذين يفهمون كيف يعاملون القادة الحازمين بدون عدل، القادة الاحاديي الجانب، والذين يأخذون القرارات بالحكم دون السماع الى أوجه القضية الاخرى. ان الحركات الثورية، التي يصبح فيها المسؤولون فوق مستوى النظام والقانون فلا يحاسبون على اخطائهم، وينزل العقاب فقط في اعضاء المراتب الدنيا، تتحول الى تجمعات وزمر غير مترابطة، ويتوجه الاعضاء للبحث عن الحماية الذاتية في ظل قائد أو مسؤول. وتتراكم الاخطاء وتستفحل، فتتحول الى جرائم. ويصبح الجميع ينادون بضرورة الحسم.. ولكن شريطة ان لا يمسهم .. ولا يقترب منهم .. يرى الجميع الاخطاء كلها خروجا عن النظام والقانون، الا اخطاءهم الذاتية، فانها توصف بمحأولات للاصلاح.. بالحزم .. وبالشدة اللازمة.

وهكذا، فان غياب الحسم يدفع بالحركة الى التسيب والفوضى، ووجوده دون العدل يجر الحركة الى التشرذمات والتكتلات، التي تعطل مهمتها الثورية. ولكن وجودهما معاً.. كقاعدة متكاملة للمسلكية الثورية، هو الذي يجعل للانتماء شعور بالمساواة لدى كل اعضاء الحركة، يحاسبون جميعا على نفس الاساس.. دون اعتبار للموقع أو المعرفة أو القرابة أو المحسوبية. وبهذا تصبح الاثابة موزعة بالعدل والعقاب ينزل بكل مخاطئ، فتصبح القيادة حقيقية بسلطتها، التي تعاقب بشدة وتكافىء بكرم. ان القادة، الذين يفتقرون للحزم والعدل كمسلكية ثورية، تنعكس تصرفاتهم على درجات ولاء الاعضاء لهم وللحركة. فالاعضاء يشعرون بحقوقهم المتساوية، فاذا ما جاء قائد وفرق بينهم وفضل بعضهم على بعض دون وجه عدل واضح، فانهم يشعرون بالتحابي، ولن يستطيعوا ان يعطوا للقائد من المحبة والاخلاص والتضحية، التي يتوجب اعطاؤها للقائد. ان حق الاعضاء على قيادتهم، هي ان يعاملوا جميعا على نفس المستوى، سواء عند عقابهم أو عند اثباتهم، حيث ان الضمير الثوري، هو الذي يجعل المسيرة تلتزم بالخط الصحيح.

8. التسامي :

ان سمو الهدف، الذي تسعى الحركة الثورية، يتطلب منها نوعية خاصة من الرجال لقيادة مسيرتها، يتصفون بالارتقاء بذاتهم الى مستوى الهدف، متجاهلين كل مباهج الحياة وتفاهاتها، ملتحمين بطموحات الشعب. وليست مسيرة الحركة الثورية امراً عادياً لان مرحلة التغيير الاجتماعي والسياسي تجرف كل فاسد وتعبد الدرب بالدم، كي تضمن للشعب الوصول الى شاطىء الامان الوطني والقومي والاجتماعي والاقتصادي. وهذه المسيرة، لا يمكن ان تستمر بفعالية اذا ابتليت بقادة يلتفتون الى صغائر الامور ويقفون بالمسيرة حتى تتلاشى هذه الصغائر. فالقادة الحقيقيون، هم الذين يعرفون ان الدرب مليء بالاشواك، وان اشجار الخطر لا تزال امامهم أيضا وان عليهم الاستمرار.. وتجاوز كل التفاهات والصغائر والارتقاء بالحركة الى مستوى الهدف السامي. هذا النوع من القادة، الذين يمتلكون التسامي كقاعدة للمسلكية الثورية، هم الذين يجتثون الاخطاء من جذورها ويلقونها تحت المدحلة لتحولها الى علامات ودروس على طريق الثورة. ان الكوادر المسؤولة، عندما تلتصق بأهداف الحركة الثورية، تتضاءل في اعينها كل المكاسب الذاتية والطموحات الشخصية، وتصبح الممارسات الصحيحة تستهدف الهدف الحركي، وليس الهدف الشخصي.. هدف الانجاز الثوري، وليس هدف الوصول الى المسؤولية أو الارتقاء في المراتب التنظيمية. ان الكادر، الذي يلتصق بالهدف الحقيقي، تصبح ممارساته اليومية هي ممارسة اعلى قادة للحركة، بغض النظر عن الموقع التنظيمي الذي يشغله الكادر، فالقيادة هي ممارسة العمل الايجابي الاكثر التصاقا بالهدف، وليس احتلال الموقع الاعلى في المستوى التنظيمي. ولا يجوز مطلقا ان تقبل الحركات الثورية استمرارية وجود كوادر وقادة مسؤولين يشدونها الى الوراء، ويبعدونها عن الهدف نتيجة افكارهم المتحجرة وعقلياتهم المتقوقعة. ان القادة هم الذين ينطلقون بآفاقهم الى رؤية المستقبل مستفيدين من كل دروس الماضي، ولكنهم يتجاوزونه الى المستقبل الاكثر اشراقاً.. وسمواً...


9. الاستقامة :

تلعب نوعية الافراد، الذين يحتلون المواقع القيادية في الحركات الثورية، دورا هاما في نمو الحركة والتحاق الآخرين بها. فليس الخط السياسي الواضح، هو فقط الذي يجذب الافراد للالتحاق بالحركة. ولكن نوعية الاشخاص، الذين يثبتون هذا الخط ويقودون مسيرته، يشكلون مؤشراً حول جدية هذا الخط وضمان عدم انحرافه. فالحركة الثورية، التي تحترم الجماهير وتقاليدها، لا تقبل في صفوفها قادة يضربون بتقاليد الجماهير عرض الحائط، وتشكل ممارساتهم العلنية والسرية الخارجة عن مفهوم الاستقامة والاخلاق اسوأ دعاية للحركة الثورية. كما ان فقدان الصفات الحميدة لدى القيادة، تفقدهم الاحترام عند قواعدهم، مما يجعل الامور في الحركة متسيبة وبعيدة عن الانضباط. والاستقامة كقاعدة عامة هامة للمسلكية الثورية، يكتسبها الكادر والقائد من خلال تمسكه بالقيم الاخلاقية وابتعاده عن السقوط في مهاوي الرذيلة . فالقائد مطالب ان يحترم ذاته وينمي في نفسه الشعور بالمسؤولية والتفوق في كافة المجالات، مما يجعل أي ممارسة خارجة عن الاستقامة تضعضع شعوره بالقدرة على تحمل المسؤولية. والى جانب ذلك، فان الكادر القائد مطالب بتكريس الاستقامة كمسلكية في علاقاته مع الآخرين، داخل الحركة الثورية وخارجها. فالقائد، الذي يعتمد على التهويش والكذب والوعود الزائفة لكي ينتزع التصفيق أو الاحترام من الاخرين، لا يلبث ان يفقد كل شيء عند انكشاف الحقيقة، وهذا امر حتمي، والكادر المخلص لمبادىء الحركة، هو الذي يرفض ان يتحمل مسؤولية تفوق قدراته وامكانياته وتتجاوز تجربته الثورية . وهذا النوع من الرجال هو الذي يضع كل انسان في المكان المناسب له. ان الاستقامة كقاعدة للمسلكية الثورية، تشكل صمام الامان في الحركة، حيث ان مفهوم الاستقامة لا يتجزأ. فالقائد المستقيم.. الاخلاقي، هو الذي يمارس هذه المسلكية في كل المستويات، مما ينظف الحركة الثورية من الاعضاء غير المستقيمين واللااخلاقيين والانتهازيين، ويكرس في صفوفها مفهوم الفضيلة الثورية.


10. المثابرة والاصرار :

يتميز الكادر المسؤول في الحركة الثورية، عن العضو العادي، بامتلاك روح المثابرة والاصرار ومتابعة الامور حتى تحقيق نتيجتها. ويتم ذلك بدوافع ثورية نابعة من الكادر نفسه، وليس نتيجة مراقبة عليا أو خوفا من محاسبة. ان تقدير الكادر للمسؤولية، التي يتحملها من جهة، وفهمه لطبيعة المعركة التي يخوضها، تحتم عليه ان يثابر ويلاحق كل القضايا دون يأس من عقبة أو خوف من فشل. ان روح الاصرار عند الكادر الثوري تعكس نفسها بصورة حازمة لدى كافة الاعضاء العاملين معه، حيث انه كقدوة لهم يجعلهم يسابقونه في مجال العمل الصواب، وان تخاذل أي منهم فان الاصرار والمثابرة كمسلكية عند الكادر المسؤول، تجعله يكتشف المتخاذل، فيدفعه للعمل في المجال الصحيح. ان المسيرة الثورية مليئة بالعقبات السهلة منها والصعبة، وكثيرون يتركون الحركة الثورية بعد ان يقطعوا في المسيرة شوطا طويلاً، وذلك نتيجة عقبة صعبة تواجههم وتجعلهم يفقدون روح الاصرار والعزيمة، التي تدفعهم للاستمرار . ولكن الحركة الثورية تملك ضمانتها بالاستمرار من أولئك الرجال الذين لا يفل عقيدتهم أي مأزق ولا تثنيهم عن عزيمتهم أي مشكلة أو عقبة. وتتعمق روح المثابرة عند القائد بايمانه، بان النصر الكبير حتمي ما دامت المسيرة سليمة ومستمرة، كما ان روح التحدي والاستعداد لمجابهة الصعاب مهما كبرت واحاطتها الاخطار، تولد لدى القائد روح الاصرار، وتجعله يواجه كل الصعوبات بعزيمة تؤمن بقدرتها على تحقيق النصر. والمثابرة والاصرار، تشكلان قاعدة متكاملة للمسلكية الثورية، يتطلب من كل الكوادر المسؤولة ان يلتزموا بها وان يعمقوا مفهومها لدى كافة الاعضاء، حتى تصبح روح المسلكية هي الروح الثورية السائدة في الحركة الثورية كلها.


11. الابداع :


ليس بمقدور كل عضو في الحركة الثورية ان يصبح كادرا .. وقائدا.. حيث ان الوصول الى هذا المستوى التنظيمي يتطلب مواصفات لا يمكن توفرها الا في عدد محدد. ويعتبر الابداع من المسلكيات الثورية، التي تميز الكوادر والقادة عن الاعضاء العاديين. فالقائد ليس منفذا فقط وانما هو المبدع للخطة قبل التنفيذ، وهو المطور للخطط ولأساليب تنفيذها، والمتضلع بشمولية لكافة قضأيا الثورة.

ان التطبيق الحرفي والتقليد النسخي لتجارب الآخرين، مهما كانت ناجحة، يجعل من العضو منفذا جيداً، ولكنه لا يصل حقيقة الى درجة القيادة الا بالوصول الى درجات الابداع والتطوير، حيث ان قادة الطرف الاخر.. قادة الاعداء، يحاولون الابداع وابتكار انجح الاساليب في محاربة الثورة وخططها . والابداع لا يعتمد على قوة خفية أو الهام غيبي، وانما يأتي نتيجة تضلع في العلوم السياسية والتنظيمية والعسكرية، وتمثل هذه العلوم بمنهجية علمية سليمة وبتركيز وصفاء، يجعل اختزان المعلومات منظما سهل المتناول للكادر والقائد، فيصبح عند معالجة الامور قادرا على حلها بسرعة يخيل للآخرين انه ملهم وان الحلول جاهزة عنده لاعقد المشاكل، انما هي لمعة العبقرية الخارجة عن اطار البشر. ولا يقف اطلاع القائد وسعة معرفته عند حد، فهو دائم التجول في بحر المعرفة، باحثا عن انفراج المستقبل من مجاهل الحاضر. ان استقراء المستقبل يعطي للقائد القدرة على التحرك نحوه بجرأة وامل اكبر. وكلما ازداد التوافق بين التوقعات والنتائج، ازدادت ثقة القائد بنفسه وثقة اعضاء الحركة الثورية به. والابداع، كقاعدة لمسلكية الكوادر والقادة في كافة مجالات العمل الثوري، تجعلهم يتوفقون دائما في اختيار الرجال الذين يعملون معهم. ولا يسقطون مطلقا في اشراك الانتهازيين والمتسلقين. فهم نتيجة ثقتهم بأنفسهم، يتعاملون مع الرجال الاقوياء ذوي الشخصيات المستقلة ويبعدون عنهم المتملقين والامعات. وما دام التطور البشري في كافة المجالات مستمراً فان الابداع في العمل الثوري هو الذي يزرع في التطوير تسارعا يقرب بين اهداف الثورة ومنطلقاتها.


12. الايثار :

هل يستطيع العضو الاناني، المحب لذاته، المفضل لمصلحته الشخصية، ان يصبح قائدا؟ ان الصفات القيادية، التي يمكن ان تتوفر في العضو كثيرة، ولكن بعض المسلكيات الخاطئة تلغي كل المسلكيات الثورية، وتفقد العضو موقعه القيادي. ويمكن القول، ان احترام الاعضاء وحبهم للكادر والقائد يشكل درجة اساسية في سلم الارتقاء الى موقع القيادة. وهذا الحب لا يمكن ان يستمر، ان كان من طرف الاعضاء فقط. فلا بد للقائد ان يبادلهم نفس الحب للدرجة التي يشعر الاعضاء فيها بذلك. واذا كانت الروح الانسانية هي من قواعد المسلكية للقادة والكوادر، فان هذه لا تكتمل، الا بالتثبث بالايثار كقاعدة اخرى لمسلكية القادة والكوادر. فالقائد هو اول من يستيقظ وآخر من ينام.. ويأكل دائما مع رفاقه ومن نفس الطعام. والقائد هو الذي يرفض الامتيازات لشخصه ويقبلها للعمل والمهمات . وهو دائما على رأس المتعرضين للخطر، واخر الطامحين للمغانم. وعندما تتعارض حاجته مع اي عضو آخر، فانه يؤثر العضو على نفسه مهما كانت حاجته ماسة. ان الدروس، التي يتعلمها الاعضاء في الحركة الثورية من الكادر او القائد، الذي يتمتع بروح الايثار كمسلكية يومية، تفوق اي دروس، يمكن ان يتعلموها في المعسكرات او المدارس. حيث ان هذه المسلكية تشكل فيهم روحا ثورية حقيقية للتعامل مع الجماهير، وتجعل الحركة الثورية بالنسبة للجماهير كالقائد بالنسبة للاعضاء، تسعى دائما لتحقيق مصالحهم وطموحاتهم، فتعمق بذلك روح المحبة للثورة في نفس الشعب، وتجعل الحركة الثورية لا تقود انقلابا لصالح افرادها، وانما ثورة لصالح الجماهير والشعب.

ان استعداد القائد للموت في سبيل وطنه، يجعل الاعضاء يستميتون في سبيل المحافظة على قائدهم، ويحمونه بأجسادهم ويقابلون ايثاره لهم على نفسه، بايثارهم له على انفسهم، وتصبح الروابط الثورية اقوى من ان تقصمها اية قوة معادية للثورة.


13. الهدوء والثبات :

ما اكثر الملمات والمصاعب، التي تواجه الكوادر والقادة في المسيرة الثورية. ومواجهة الازمات، التي قد تصل الى حد المصاعب والنكبات والهزائم، تتطلب من القادة سلوكا ثوريا مميزا عن سلوك الاعضاء، وعن سلوك الجماهير. حيث ان المصاعب، عندما تلم بالحركة، فانها تتطلب قرارا قياديا بمواجهتها. ولا يمكن ان يتم اتخاذ قرار ايجابي فاعل، اذا كانت اعصاب القائد منهارة او مضطرية. ان الهدوء والثبات يشكلان مسلكية ثورية ضرورية للقائد، وهما من الاسس التي تقوم عليها الشخصية القيادية. واذا كان طول التجربة يلعب دورا اساسيا في بناء اعضاء الحركة الثورية، واختيار الاقدر والاصلح منهم، لتحمل المسؤوليات، فان الازمات العصيبة هي التي تفرز وتظهر الاعضاء والكوادر والقيادات على حقيقتها. فكم من ازمة اعطت الحركة الثورية ميلاد كوادر وقيادات من اعضاء كانوا مغمورين، وكم اسقطت الازمات قيادات وكوادر متسلقين. فالشدائد هي محك الرجال، وهي التي تصلب عود الحركة الثورية، والقائد الثابت الرزين الهادىء، هو الذي يستحق البقاء في موقعه. وهو الذي يتماسك اعصابه، عندما تنهار او تتضعضع اعصاب الآخرين، وهو الذي يأخذ قراره الحازم عندما يكون الآخرون في ضياع تام. ويجب ان نفرق بين الهدوء في الملمات العصيبة وبين اللامبالاة.. فالهدوء كمسلكية ثورية. يبحث عن الموقف الايجابي للخروج من المأزق. اما اللامبالاة.. وبلادة الحس، فانها تأخذ موقفا سلبيا لا يظهر الفزع، ولكنه عمليا يسقط في مهاوي الاستسلام. ان انعدام ردة الفعل لدى القائد للبحث عن الخلاص من المأزق بهدوء .. وبحيوية فاعلة، تدفع ان عضو آخر يأخذ المبادرة، فيقرر، فيقود.. وهكذا تولد القيادات الجديدة، عندما يخيم الصمت.. والفزع .. والاضطراب . يولد من بين الرجال من يقرر فعل شيء، فان كان هذا الذي قرر هو القائد، يكون قد كرس قدرته على القيادة، وان كان عضوا آخر.. يكون عمليا قد اخذ موقع القيادة، التي يستحقها. فالقائد المضطرب العاجز عن اتخاذ القرار وتوجيه الاعضاء يفقد احترامهم.. واستعدادهم للانقياد والانضباط له.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fthawy.ahlamontada.com
ليث المشاهد
المدير العام
المدير العام
ليث المشاهد


ذكر
عدد الرسائل : 700
العمر : 36
العمل/الترفيه : طالب جامعي " صحافة وعلاقات عامة "
تاريخ التسجيل : 25/12/2007

الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر   الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 29, 2007 2:09 pm

14. التضحية :

لا يمكن تحقيق النصر وقهر كل القوى، التي تعادي الحركة الثورية، دون تضحية بالنفس والنفيس. والكادر القائد لا يكون قدوة للاعضاء، بمجرد امتلاكه للصفات القيادية او بعضها او لسعة اطلاعه في مجال ما، من مجالات العمل الثوري. فالمسلكية الاساسية، التي تعطي القائد صفة القدوة، هي استعداده للتضحية.. وهذا الاستعداد يجب ان يفوق كل حد. فالكادر دائم الاستعداد للتضحية. ماديا. ومعنويا وجسديا. والممارسات اليومية للكادر، يجب ان تؤكد هذا الاستعداد للتضحيات اليومية، التي يستطيع الاعضاء ان يقتدوا بها. فالكادر، الذي يقود مجموعاته الى القتال.. الى ساحات النار، ان لم يشعرهم بالممارسة العملية انه واحد منهم.. وانه تعرض قبلهم للخطر.. للموت، فانه يفقد قدرته على قيادتهم.. ان المحافظة على سلامة القيادات والكوادر، هي احدى مهام الحركات الثورية. ولكن هذه المحافظة ليست من اجل القيادات كأفراد، وانما من اجل مسيرة الحركة الثورية، حيث ان التجربة، التي يمتلكها القائد لا يجوز ان تفرط بها الحركة الثورية، من اجل عمل عادي.. كما ان استشهاد القادة على يد الاعداء يعطي في كثير من الاحيان مردودا معنويا سيئا على الجماهير والاعضاء، وقيادات الحركات الثورية يعرفون عظم الاهداف التي يسعون لتحقيقها، ولذلك فهم دائما على استعداد كامل لتقديم اعظم التضحيات مقابل ذلك. وترتبط التضحية كمسلكية ثورية بالايمان بحتمية النصر، حيث ان القيادات والكوادر الواعية لا تناضل نضالاً شجاعاً، ولكن يائساً، لا تبحث عن البطولات الفردية او التضحيات العدمية، وانما تنبع تضحياتها من عقيدة راسخة بحتمية انتصار قضية الجماهير والشعب. وفي الحركات الثورية لا يعيش القادة والكوادر حياة عادية.. فهم عمليا محرومون من الحياة الاجتماعية، التي تعيشها الجماهير او الاعضاء العاديون. وهم يضحون براحتهم الشخصية.. وراحة عائلاتهم، في سبيل انجاز العمل الوطني المنوط بهم. وهم الذين يتشردون دائماً، حيث ان العدو المضاد للثورة يطاردهم .. كأفراد، ويسعى لاغتيالهم ولضرب معنويات الحركة الثورية من خلال ذلك.

ان قدرة قيادات الحركات الثورية، التي تمارس الكفاح المسلح من اجل التحرير، على الجمع بين الحياة الثورية والحياة الاجتماعية، تنعدم في معظم مراحل النضال، حتى تصل الى مرحلة التصعيد الكامل لحرب التحرير، والوصول بها الى مرحلة حرب الشعب، حيث تصبح كل الحياة الاجتماعية للشعب، هي الحياة الثورية، التي يولد من خلال نارها الانسان الجديد.


15. الايمان بحتمية النصر :

يشكل الايمان بحتمية النصر، كقاعدة للمسلكية الثورية للكوادر والقادة .. لكل قواعد المسلكية الثورية السابق ذكرها في كل المجالات. ولا يمكن انطلاق حركة ثورية باتجاه صحيح، الا اذا امتلكت هذه القاعدة الاساسية للثورة، والتي منها تنطلق النظرية الثورية. ان الهدف، الذي يشكل العنصر الرئيسي في النظرية الثورية، اذا لم يكن الايمان بتحقيقه مغروسا في نفوس القادة.. والكوادر.. ومن ثم الاعضاء فالجماهير، فان النظرية نفسها تكون بحاجة الى تغيير، واذا شكك اي قائد في اي مرحلة من مراحل الحركة الثورية بقدرتها على تحقيق اهدافها، فاقدا بذلك الايمان بحتمية النصر، فان هذا القائد يجب ان ينتهي كقائد، بالرغم من اي اسباب نفسية او عصبية دفعته لهذه المسلكية الخاطئة.

ان تحقيق النصر هو هدف النضال.. وهو الهدف، الذي من اجله تولد الحركة الثورية، ومن اجله يبنى التنظيم والقوات المسلحة، ويتم الاتصال بالجماهير، وتشكل التنظيمات الشعبية، ويتصاعد النضالين السياسي والعسكري ويستشهد الثوار. وفقدان هذا الهدف او الامل في الوصول اليه، يعني تحطيم الحركة الثورية وتحطيم كل المؤسسات والانجازات التي حققتها. ويصبح استمرار النضال من اجل تحقيق هدف، لا يمكن الوصول اليه، هو عملية يائسة، لحركة يائسة لن تلقى غير المغامرين المرضى للانضمام الى صفوفها. ولن يدفع التشكيك في تحقيق الهدف الاساسي بعض الانتهازيين للقبول بأرباع او اثلاث او انصاف الحلول. وقد تتحول الحركة الثورية الى حركة اصلاحية، فتنحرف عن مبادئها الثورية الاساسية وتصبح جزءا من الواقع الفاسد، الذي ستولد منه حتما طلائع ثورية جيدة مسلحة بالتجربة السابقة وبالايمان بحتمية النصر.. فتسير في الدرب، حتى النهاية.. وتحقيق النصر.




انتهى الجــــزء الخامس و الأخير
في القواعد الهامة للمسلكية الثورية / من أدبيات حركة فتح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fthawy.ahlamontada.com
عهد الشهداء
مشرف المنتدي الاسلامي
عهد الشهداء


ذكر
عدد الرسائل : 922
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 25/12/2007

الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر   الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر I_icon_minitimeالأحد ديسمبر 30, 2007 4:39 am

هذا ما عهدناة عليك من حرص على الواجب الوطني لفلسطين وحركه فتح

يا ابو رامي ياقاهر القهر يا قاهر الحقد الاسود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة الشهيد
مراقبة عامة علي منتديات اسرتي
عاشقة الشهيد


انثى
عدد الرسائل : 864
العمر : 47
العمل/الترفيه : المطالعة
تاريخ التسجيل : 28/12/2007

الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر   الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر I_icon_minitimeالأحد فبراير 10, 2008 11:35 am

مشكوووووور اخي الكريم
ادمن
علي ما قدمته لنا من قواعد المسلكية الثورية لحركتنا الابية


ويعطيك الف عافية

تحيتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الجــزء الخامس و الأخيـــر قواعد المسلكية الثورية للكوادر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتديات التعبئة الفكرية الفتحاوية :: جلسات تنظيمية-
انتقل الى: