إنها من أجمل أيام حياتي، فقد رأيت اليوم وجه ابني الجميل يحيى الذي احترق بصاروخ اسرائيلي واستشهد بجانبه أصدقاؤه الأربعة علي وعمر ومحمد ودردونة فقد كانوا يلعبون الكرة بجانب المنزل".
اليوم هو الثامن من آذار يوم قالوا أنه لها... للمرأة أينما كانت وفي أي زمان وأي بقعة على هذه الأرض،، فيما هي تقبع في مستشفى بعيد عن منزلها..
السيدة محاسن ابراهيم ثاري أم يحيى دردونة في الثلاثين من عمرها كانت تضحك مع ممرضات قسم الجراحة بالمشفى فقلت لها :"جميل ان تضحكين " فردت قائلة:" هذا من أجمل أيام حياتي فانظري إلى وجه طفلي فجراحه بدأت تتشافى".
فاليوم هو العاشر لها الذي تقضيه بالقرب من سرير ابنها يحيى " 9" سنوات فقط في مستشفى الشفاء بغزة، قدماه ملفوفتان بلفافات بيضاء طويلة على قدر طول ساقيه الصغيرتين، ورأسه قد نحل شعره وبرز آخر فقد احترق الوجه والشعر بفعل صاروخ أرض أرض استهدف مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون الكرة بالقرب من منزلهم على جبل الريس بجباليا الخميس الماضي أي قبل عشرة أيام.
هناك بالقرب منه استشهد أصدقاؤه " عمر حسين دردونة "14" عاماً، محمد نعيم حمودة "12" عاماً، دردونة ديب دردونة "11" عاماً وأصغرهم علي منير دردونة "7" أعوام، هنا تدخل الفتى المضمد قائلاً:" كان بجانبي علي الصغير وهنا بمستشفى الشفاء ظنوا أنني ميت فوجدوني أتنفس وقالوا هذا حي سمعتهم وقلت لهم أسماء أصدقائي الشهداء".
والدته بدت فخورة قالت:" أشعر بتحسن اليوم ولكنني دائماً مشغولة البال فهناك خمسة أطفال ينتظرونني بالبيت وعندما أذهب لهم ساعة يومياً أشعر أن قلبي معلق بابني المصاب فأسرع إليه".
وتضيف:" دائماً أشعر بطفلي يحيى خائف فيقول لي يا أمي بيعوا منزلنا فقد يعود اليهود لقتلي عندما يعلمون أنني حي" فتحاول بدورها تهدئته والقول له ان الخطر زال" وتعلم في قرارة نفسها أنه باق وتقول:" أشعر أنهم سيعودون فدماء أطفال فلسطين لم تحرك ساكناً بالعالم الصامت وجرائم الاحتلال ستتواصل ومن يعلم من الضحية القادم؟".
بدت تتغلب على الأرق والتعب والإرهاق الذي بان بعينيها قالت:" سيعود ابني ليلعب الكرة بجانب باقي الأطفال ولكن من له عندما يباغته صاروخ آخر".
وتضيف:" قالوا لي ابنك شهيد فقلت أود أن أراه وعندما وجدته على قيد الحياة سجدت شكراً لله وشعرت بمشاعر الأمهات اللواتي استشهد أطفالهن".
وعن مشاعرها كأمن فلسطينية قالت :" كل يوم أودع أطفالي عندما يذهبون إلى المدرسة فلا أعلم هل سيعودون أم لا؟".
في يومها كانت أم يحيى تود لو ترسل رسالة لأمهات العالم قالت:" هلا تحرك ضمير العالم لرؤية أطفالنا يذبحون اليس لهم قلوب؟".