شهدت العاصمة الفرنسية باريس ،أمس، مسيرات عامة جابت معظم شوارع العاصمة ،احتجاجا على مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ، وتعبيراً عن عدم ترحيبهم بزيارة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس الذي يزور فرنسا ضمن جولته الأوروبية .
وإنطلقت المسيرة التي دعا إليها " إتحاد الطلبة الفلسطينين " من حي " باريس" الذي يقطنه الكثير من المغتربين العرب وخاصة الطلبة الفلسطينين الذين يدرسون بالجامعات والمعاهد الفرنسية ، وجابت معظم شوارع العاصمة باريس ، حيث حمل فيها المشاركون الأعلام الفلسطينية وصور الشهيد الراحل ياسر عرفات ، واللوحات الكرتونية التي كتب عليها عبارات التنديد والاستنكار بجرائم دولة الإحتلال وعدم الترحيب بزيارة رئيسها .
وندد المتظاهرون الذين زادت أعدادهم عن الخمسة اّلاف مشارك بالمجازر الإسرائيلية التي يرتكبها الاحتلال بشكل يومي في غزة ومدن الضفة ، وأعربوا عن استنكارهم الشديد للصمت الدولي أمامها ، وخاصة الصمت العربي وموقف القادة العرب المخجل إزاء القضية الفلسطينية .
وبمناسبة الثامن من اّذار " يوم المرأة " أشاد المتظاهرون بدور المرأة الفلسطينية في تعزيز ودعم صمود الشعب الفلسطيني ، فقال أحد المشاركين لمراسلنا عبر اتصال هاتفي : " أن المرأة الفلسطينية لها باع طويل في خدمة القضية الفلسطينية ، فلم تتردد في يوم من الأيام عن تقديم روحها في سبيل الأرض المحتلة التي روى ثراها مئات الاّلاف من الشهداء والجرحى والأسرى " .
وأكد المشارك ذاته : " تعرض المظاهرة لبعض المضايقات من الشباب اليهود الذين تلفظوا بعبارات تسيء للشعب الفلسطيني والعرب والدين الاسلامي على مرأى ومسمع من الشرطة الفرنسية التي لم تعر الأمر أي اهتمام " .
وأضاف : " حصل ذات الموقف الاسبوع الماضي حيث خرجنا بمسيرة في فرنسا للتضامن مع اهلنا في غزة ولكسر الحصار المفروض عليهم ، فقام عشرات الشبان اليهود برشقنا بالحجارة وقاموا بشتمنا بعبارات بذيئة ، فاشتبكنا معهم بالأيدي والمشادات الكلامية ، فقام رجال الشرطة الفرنسية على الفور بتفريقنا بقنابل الغاز المسيل للدموع واعتقال الكثير من الشبان العرب ، في حين لم تقم باعتقال أي شاب يهودي ، ناهيك عن تقديم اثنان من الطلاب المغاربة للمحاكمة حيث كانوا ضمن المسيرة " .
وانتهت المسيرة التي استمرت لأربعة ساعات متواصلة عند محطة قطارات سان لازار حيث طالبت الجالية الفلسطينية الحكومة الفرنسية بتعزيز موقفها تجاه القضية الفلسطينية العادلة ، وممارسة الضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف عدوانها على المواطنين القلسطينين، ومساعدة الشعب الفلسطيني بإقرار حقهم في تقرير مصيرهم .