قاعده: المحرضون على الإغتيالات السياسية شركاء للقاتلين مشركون بمكانة الخالق كواهب وحيد للأعمار ومحدد متفرد للأقدار
من ذا الذي يحيد بالمسلمين عن أن يكونوا أمة وسطا؟ من ذا الذي يجرجر مسيرهم في دروب العسر بعد إذ أراد الله بهم يسرا؟ التطرف الذي يود المجرمون لو يجعلوه سمة لوقع خطانا هو نقيض الوسطية التي أرادها رسول المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم نهجا لمحيانا وقد جعلنا الله تعالى أمة وسطا. وإن اليسر الذي رسمه الرحمن قدرا لأمة المسلمين هو نقيض العسر الإرهابي الذي يلقي المتعصبون الجبناء بنا إلى مهاويه في كل نحو به مسلمون.
لا نقصد بالمتطرفين هنا متطرفي المسلمين وحسب. بل متطرفي العالم أجمع وجبنائه من سافكي دماء النساء والأطفال والمدنيين الأبرياء. وفي إسرائيل تحديدا سنجد أشد المتطرفين خطورة على السلام العالمي. كما أن في فلسطين أشد المتطرفين غباء وجهلا وكرها للإستقرار الذي يخيفهم أكثر من الحرب. وفي كل ركن من أركان العالم الإسلامي اليوم زنادقة جزارين ملتحين يعتقدون أن قتل المعارضين حق لهم ودرب مشروع. الذين قتلوا الحريري في لبنان كانوا يعلمون أن لبنان وشعبه يريدون الحريري ودربه. والذين قتلوا بوتو بباكستان كانوا يعلمون أن اهل الباكستان سيصوتون لها لتقود. لكن المتطرفين لا يؤمنون بحق الشعب في الإختيار, بل يؤمنون بحقهم هم في ركوب الشعب مثلما ركبهم الباطل وحادوا عن جادة الحلال واتبعوا الحرام حتى صاروا أبناء الحرام وإن ولدوا بعقد زواج في الأصل شرعي. أمة المسلمين اليوم في خطر داهم من المتطرفين الجبناء الذين يخافون من ترك الأمر لخيار الشعب فلا يريدون للشعب أن يختار.
لا أحد يحارب الإسلام اليوم في روحه وجوهره بضراوة أشد فتكا به من فعل حفنة الأوباش الذين يريقون دماء المسلمين باسم الله في كل أركان الدنيا وأصقاع القارات. الله أكبر منهم ومحمد صلى الله عليه وسلم حبيب الضعفاء منهم براء.
قبل أسبوعين دخل أحد هؤلاء القتلة المنحطين بحزام ناسف إلى مسجد في باكستان وفجر نفسه وقتل سبعين. والسبب هو أن جاءت لتنظيمه السفاح إخبارية عن وجود شخصية 'مطلوبة' في نفس المسجد. فقرر هذا التنظيم القذر أن يقتل ذاك المعارض ولو كلف الأمر قتل كل المصلين. فيا ألله لتنظر إلى المسلمين بعين الرحمة من خطر هؤلاء المجانين الذين فجروا في بلادك من المغرب وتونس والجزائر ومصر وتركيا والسعودية وفلسطين ولبنان والعراق والأردن وباكستان وأفغانستان أنهارا من دماء عبادك الذين كانوا في طريقهم إلى بيوتك أو سعيا وراء رزق أطفالهم والعيال. ويا نبينا الحبيب أي مرض حل ببني أمتك حتى شرع بعضهم يقتل بعضا باسم الدين الحنيف الذي يحتكرونه ويكفرون الناس وقد كان الدين كله لله؟
لن يجد المسلمون بينهم بعد اليوم قاسما مشتركا يحميهم من أنفسهم وشرور بعضهم البعض إلا سنة الرسول محمد كمنهج خلقي أساسه التسامح والمحبة والبعد عن الإكراه. لقد ذهب الرسول محمد (ص) إلى الطائف داعيا أهلها للدين فقذفه السفهاء بكل صروف الأذى ومعاني الشرور. فقال رب إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي. ولم يدع رسول المحبة والتسامح على الكافرين ولم يطلب إلى المولي جل شأنه أن يسحقهم بل طلب منه أن يهديهم ويغفر لهم. لم يرسل لهم الحزام الناسف ولم يأمر بتصفية زعاماتهم وهم كفار مشركين. فما بالك بمن يفجر مسجدا على من فيه للظفر بخصم واحد وهو راكع لله؟!! فيا رحمة الرحمن تنزلي على أمة المتقين وقيهم من شر هذه الحفنة المريضة من المتطرفين القتلة أبناء الطريق الحرام الذين اتخذوا من الكراهية