وتمضى الأيام بأيامنا وتلف معها كل أعيادنا وكل اختفالاتنا، وما أكثرها أعيادنا. ها نحن نزف إلى الأرض عيدها... فللأرض عيد واحتفال وأطباق حلوى تتطاير بين دبكات المحتفلين.
بيوم الارض تحتفل الأرض بعرسها... بعيدها... بفرحها... بطهرها... بعشقها، ولكن من سيشارك الأرض عيدها؟ هم ذاتهم .. كل عام، بكل عيد، هم ذاتهم المدعوون من يحضرون...لا جديد، عيد الأرض والمدعوون شهدائها... يحملون دمائهم حلوى، وعلى ترانيم كلماتهم يحتفلون فهم أسياد الاحتفال... باسمهم وعلى شرفهم نحيي للأرض عيدها.
في مثل هذا اليوم سجلت الشعوب العربية ملحمة بطولية، بل درساً في اللحمة المصيرية عندما أعلنت عصيانها وإضرابها... تمردها وغضبها على القادة،،، على الكراسي الرئاسية،،، وكلاب الحراسة،،، على عصي الزنزانة...
في الثلاثين من مارس سجل ملايين الأحرار عبارتهم، وقالوا كلمتهم. لم ينتظروا مؤتمر قمة عربية أو لجنة رباعية، أو مبادرة أمريكية، أو خطة أوروبية... بصمودهم... ببطولة عبروا عن غضبهم (رفضهم) وتضامنهم وقالوا: نحن من هنا ولن نرحل، نحن من هنا ولن نتقطع ولن نتهجر... أعلن الجيل بترابه، بسمائه وبنسماته، إضرابه ليضري صمته الطاهر، وليدوي في كافة أرجاء البلاد وعم الإضراب العام "إن أرضنا ليست مشاعاً تباع أو تهدى،، أرضنا حياة وبداية ليس لها نهاية... أرضنا حرية وكرامة"...
وتمضي يا ارضي الأعوام بعمرك وعمري... وتمر الأعياد عليك من دون إضراب بنيك، تمر الأعياد ولا تحمل صمت الأبطال وإنما تكميم الأفواه... تمر الأعياد لا على ترابك وإنما بالمخيمات والملاجيء وبلاد الشتات...
تمر الأعياد واليتم يحمل مفتاح بيته القديم والاسير ينتظر بواه معتصماااااه عربياً يحرره من سجنه الظليم...
تمر الأعياد والاحتفالات تقام على الأقمار، عبر الشاشات، على صحف المجلات، بنشرات الأخبار، وأغاني الإذاعات، ولا إضراب واحد يهز ذكرى الأرض ويعيد له الأمجاد.
وكأن الشعوب ما عادت بالأرض... يشغل بالها الشرق الأوسط الجديد واحتفالات روتانا بذكرى العندليب... ما عادت تغني أناشيد الأرض أناشيد الأرض فقد أصمتها أغاني الحرية على دبابات الغريب...
تغيرت الشعوب يا أرضي... ولكن يبقى شهدائك هم أكرم وأجل من يحتفل بك معك بعيدك،، فضميهم بعيدك، وقبليهم إلى أن يشرق عيد جديد، تسجبه شعوباً تحررت وأعلنت إضرابها من جديد
م ن ق و ل