خلال اعتصام حاشد مؤسسات المجتمع المدني و حقوق الإنسان والقوى و الفصائل الوطنية الفلسطينية المختلفة يدينوا الاعتداء على الجامعة
استنكاراً وتنديداً لما قام به طلبة الكتلة الإسلامية من خارج الجامعة أمس معززين بقوات من التنفيذية والقسام, وانتهاكهم لحرمة جامعة الأزهر بغزة والاعتداء على طلبتها وموظفيها, علقت إدارة الجامعة العمل الإداري والأكاديمي اليوم و أقامت خيمة اعتصام و تضامن المئات من الفعاليات الشعبية ومراكز حقوق الإنسان وموظفو الجامعة, وألقيت خلالها عشرات الكلمات المنددة والمستنكرة لما حدث وطالبت جميعها بفتح تحقيق وتقديم المعتدين للمحاكمة ومحاسبتهم.
و حيا أ.د على النجار عميد شئون الطلبة طلبة المعتصمين وضيوفها على وقفتهم الجادة مساندة للجامعة المقهورة التي خرجت ولا زالت تخرج العلماء الأنقياء الشرفاء، مصورا ما حدث من اعتداء عليها بالكارثة التي أرجعت بنا الذاكرة إلى سنوات الاحتلال، وأبدى أ.د النجار استهجانه الشديد من ضرب الفتيات بطريقة مزعجة من قبل فئة ضالة عن القيم و القانون أدت إلى فقدهن الوعي ما يعد كارثة أخلاقية يتجرأ فيها الخارج عن القانون برجولته على فتاة جامعية ،و اعتداء ببعض الطلبة الذين اعتدوا بالقوة على أساتذتهم بالشتم والسباب.
، و دعا أ.د النجار الجميع إلى المحافظة على جامعة الأزهر منارة العلم ومستقبل الأجيال الشابة التي اقتحمت عنوة دون احترام لأي من العاملين فيها، ولم يعتد بأن الجامعة حرم مقدس لا يجوز المس به مطلقا، مهيبا بكل المسلمين أن يقولوا قولة حق لتظل الجامعة ساحة للعلم والعمل لأنها أرث وأمانة على كل وطني غيور الحرص والحفاظ عليها.
من جانبه رحب أ. عوكل باسم رئيس و أعضاء مجلس الجامعة بجميع المشاركين في الاعتصام، مؤكدا أن ما حصل بالجامعة هو عبارة عن إحدى آثار الانقسام الخطير الجاري في غزة، واعتبر عوكل أن ما جرى هو خرق فاضح للقوانين، لأن جامعة الأزهر جامعة العلم والتنمية و هي تربة صالحة للحوار الهادف و للاختلاف والاتفاق ليست موقعاً عسكرياً للاقتتال مؤكدا على ضرورة الحوار لاستعادة الوحدة والقانون ووقف التعدي على حرمات تلعب دوراً أساسياً في صنع الهوية الفلسطينية،وعن حالة ذعر الطلبة التي تسبب فيها اعتداء الأمس و ما تبع ذلك من ردود بأن القوة التنفيذية لا علاقة لها بما جرى، حمل عوكل الحكومة المقالة مسئولية محاسبة المعتدين والكشف عن الجناة ومعاقبتهم ومحاسبتهم أمام الجمهور على ارتكابهم هذا الخرق المخزي للقانون والأخلاقيات بحق جامعة لها امتدادها بالمجتمع الفلسطيني بكافة فصائله و أطيافه.
مؤكدا في ختام كلمته أن مجلس الأمناء يدعم مجلس الجامعة في تطبيق القانون على كل خارج عن قوانيين الجامعة و أنظمتها، داعيا المجتمع المدني للوقوف مع الجامعة وصونها، متمنيا أن تحتفل الجامعة في المرات القادمة بالعلم الفلسطيني الديمقراطي الموحد الذي يحمي الحقوق قبل أن يطالب بالحقوق .
من جهته أكد د. زكريا الأغا رئيس هيئة العمل الوطني وعضو اللجنة المركزية لفتح رفضه لهذه الممارسات التي وصفها بالغوغائية والفوضوية, لافتاً أن ما أقدم عليه طلبة الكتلة الإسلامية التابعة لحماس من اقتحام وانتهاك لحرمة جامعة الأزهر والاعتداء على موظفيها وطلبتها بشتى أنواع الاعتداء سواء لفظي أو جسدي, بحجج واهية ومبررات لا أساس لها من الحقيقة, أمر يسئ لكل القيم والمبادئ الأخلاقية, مؤكداً أن للجامعات نظم وقوانين وان الجامعة لها الحق باتخاذ ما تراه مناسباً من قرارات تكفل لها تسيير عملها الأكاديمي والإداري بالشكل السليم،وطالب الأغا حركة حماس بالتوقف عن هذه الممارسات، مشدداً على ضرورة تحييد الجامعات عن الخلافات وتصفية الحسابات على اعتبار أنها صروح علمية وإنجازات وطنية تعمدت بدماء العديد من الشهداء، و يجب المحافظة عليها.
بدوره اعتبر إبراهيم أبو النجا عضو المجلس الثوري لحركة فتح في كلمة له أن الذي حدث لجامعة الأزهر شيء يندى له الجبين, قائلاً "إذا كان الطريق لتحرير فلسطين باحتلال الأزهر فمرحبا بما حدث أمس وإذا كان اقتحام وتدمير ممتلكات الشعب جزء من تحرير الأقصى والسير بطريق الوحدة الوطنية فمرحبا, مشيراً إلى أن العالم ينظر إلينا ولكن لا يشكرنا وكل محبينا والحريصين علينا محزونون إلا إسرائيل لأنها حريصة بشدة أن ترانا ممزقين.
ولفت أبو النجا إلى أن الإعلام يتحدث عن ضرورة الاتفاق والوحدة متسائلاً أين الطريق إلى ذلك؟ هل أصبحنا فاقدي الوعي والقدرة على تحديد هذا الطريق الذي يعيد لامتنا وشعبنا مجده كيف تعيد قضيتنا مركزيتها, مؤكداً أن مؤتمر القمة بدمشق أصدر قرارات تنم على حرص شديد علينا ونحن كل يوم نصدر شهدائنا, وبفعل الحصار لم نجد الاسمنت لبناء القبور في هذه المؤامرة ننجز ونحقق إنجازات ونعتقد بأننا بالاتجاه الصحيح.
وأضاف أبو النجا "أهناك جامعة في هذا العالم يصار إلى خلاف حولها؟ ألسنا حريصين على رسالة الجامعات والمدارس والمنظومة التعليمية من يعتقد انه ينتصر بالسيطرة على جامعة فهو مخطئ الفلسطيني يملك إرادة وشهادة ويحترم من قبل العالم كله ومن خلالها يطرح قضيته ويحظى بالاحترام اليوم لماذا ندمر كل ما بنيناه لا غالب إلا الله المنتصر هو العدو الذي يقتل ويدمر كل يوم ويهود القدس ويبني المستوطنات ما أعظمنا ونحن نقدم الشعارات، لكن ما أسوء أداءنا.
وطالب أبو النجا جميع المؤسسات الفلسطينية القيام بدورها الريادي, مشدداً على انه مخطئ من يظن انه يستطيع أن يحكم هذا الشعب العنيد الذي لم ولن يستطيع احد أن يكسر شوكته أراد الصهاينة ذلك ولكن لم يفلحوا, فلنعد للمؤسسات التعليمية دورها الحقيقي الذي تتوافر فيه عمل جاد وحدوي وحرية الرأي والتعبير لكي نواجه العدو متوحدين ليس صحيح ما نفعله ببعضنا البعض، وليس صحيح أن تعلق الدراسة بالجامعات لنبحث عن العقلاء والحريصين، ولنعد لهذا الشعب الدور الريادي وان نعود لوحدتنا عبر حوار أسس له بوثيقة الوفاق الوطني وأكد بإعلان صنعاء.
من جانبه عبر الدكتور فيصل أبو شهلا عضو المجلس التشريعي عن استيائه و رفضه لما حدث للجامعة قائلا "نقف اليوم معتصمين مستنكرين الأمر الذي يندى له الجبين، اعتداء على حرمة الجامعة، لقد تربينا على أن أماكن التعليم لها احترامها وما حدث أمس يتنافى مع المبادئ الذي تربينا عليها "
وشدد د.أبو شهلا على أن ذكرى استشهاد الشيخ أحمد ياسين ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا لا يحق لأحد أن يستغل هذا الرمز الوطني في الإساءة لأي ركن من أركان الوطن، لا سيما جامعة الأزهر ، داعيا العقلاء في حركة حماس تقديم الاعتذار و ومعاقبة الفئة المعتدية.
من جانبه عبر الدكتور رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن تضامنه مع اعتصام الجامعة الذي يفوت الفرصة على من أراد أن يعزز حالة الصراع والانقسام الفلسطيني معتبرا ما جرى هو اعتداء سافر استهدف أبناء الوطن الواحد ، جاء ضد صرح علمي خرج نخبة من الكفاءات، اعتداء مدان مستنكر يعمق هوة الانقسام في الوقت الذي تبذل فيه الجهود لتجاوزه.
مؤكدا أن الجبهة الديموقراطية ستعمل من خلال فصائل العمل الوطني والإسلامي لمواجهة هذا الاعتداء لتجاوز هذه الحالة ومنع تكرارها مرة أخرى، مشيرا إلى أنه تم الاتصال في قيادات حماس لتشكيل لجنة تحقيق وطنية من أجل محاسبة من قام بهذا الاعتداء سواء على عاتقه الخاص أو بتوجيه من الجهة المسئولة.
داعيا إلى ضرورة إدارة الخلافات بما يسمح بإبقائها قابلة للحل
لضمان وقف انتهاك الحياة الفلسطينية إبعادها عن أدوات العنف والضغط الذي ينعكس على المجتمع الفلسطيني بأسره، دفاعاً عن الحريات الأكاديمية لوقف هذه الانتهاكات والاعتداءات.
من جانبه قرأ أ. د. سامي مصلح عضو نقابة العاملين بالجامعة بيان شجب واستنكار صادر عن نقابة العاملين ،ندد فيه باقتحام ورفع شعارات حماس على مباني الجامعة ، وما تلاه من ضرب الأكاديميين والإداريين ورجال أمن مطالبا بحماية هذا الصرح العلمي ، معاقبة الطلبة الخارجين عن نظام الجامعة ، كما قرأ أ.د مصلح بيان الاستنكار الصادر عن مجلس اتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية، جاء فيه اعتبار المجلس الاعتداء على الجامعة إثم غير مبرر ، مطالبا الابتعاد بالمؤسسات العلمية عن أي خلاف حزبي ، مؤكدا أنه في حال تكرر هذا الاعتداء سيضطر المجلس تشكيل حماية للجامعات لوضع حد لهذه الممارسات المهينة التي ترتكب بحق العاملين في جامعات الوطن.
أما أ.د. اسعد أبو شرخ عضو هيئة التدريس بقسم اللغة الإنجليزية بالجامعة فعتب على ادراة الجامعة الإسلامية و طلبتها لعدم تواجدهم في خيمة الاعتصام مؤازرة لمؤسسة تعليمية مجاورة لهم ، متناسين تماما هبة جميع أساتذة جامعة الأزهر للتضامن مع الجامعة الإسلامية حين تم الاعتداء عليها في وقت سابق،متسائلا لماذا جامعة الأزهر و ما يحصل من اعتداء بالعصي و رش للمواد الغازية، وتكرار للاقتحام، وطالب أبو شرخ بالتحقيق مع من أعطى الأمر في اقتحام الجامعة، ومن نفذ، ومن اعتدى لفظياً أوبالضرب، ومن أساء للحرم الجامعي والجامعة، والاعتذار الرسمي لأساتذة الجامعة ،و في ختام كلمته نادى أبو شرخ المعتدين قائلا "أرفعوا أيديكم عن المعاهد العلمية في فلسطين ليس هكذا نحرر الأوطان ونبني الأجيال".
و أكد د. أيوب عثمان عضو هيئة التدريس بقسم اللغة الإنجليزية
إن انتهاك حرمة الجامعة لم يكن الأول أو الأخير والاعتداء السابق هو أمر ينبغي أن يخجل من فعله ويتراجع السابق و عليه أن يعلم بداية تحرر الأوطان تبدأ باستقلال جامعاتها وانتهاك الجامعة يعني اغتصابها ، و الاعتداء على أزهر غزة انتهاك صارخ ومهين لأحدى أهم مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني .
من ناحيته أدن اتحاد مجلس الطلبة خلال بيان وزعه، اقتحام مليشيات حماس لجامعة الأزهر والاعتداء على الطلبة والعاملين بالآلات الحادة والهراوات, مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق في أحداث اليوم ووقوف الجميع أمام مسؤولياته، مؤكداً ضرورة السعي للنأي بالمسيرة التعليمية واستمرارها والابتعاد بها عن كافة أجواء التوتر والاستقطاب السياسي والحفاظ على مؤسساتنا التعليمية لكونها الهدف الأسمى للاحتلال الصهيوني, داعياً الجميع للوقوف وقفة واحدة في وجه السياسات الصهيونية
وأوضح المجلس إن ذريعة الكتلة الإسلامية في الاعتداء على حرم الجامعة هي تنظيم مهرجان لتأبين الشيخ الشهيد أحمد ياسين، علما أن ذكرى استشهاده قد مر عليها أكثر من عشرة أيام ولم تحيي ذكراه في موعدها المحدد ولو بإصدار صورة واحدة على الأقل في حين إننا بالمجلس قمنا بإحياء الذكرى في تاريخه، وهذا أمر لا يفسر إلا في سياق سعي 'الكتلة الإسلامية' لفرض سيطرتها علي الجامعة باستخدام القوة خاصة وأن هذا الاعتداء الإجرامي يأتي تتويجا لسلسة الاعتداءات علي الجامعة.
ومن الجدير بالذكر أن الاعتصام حظي بحضور عدد من الشخصيات الوطنية "الدكتور زكريا الأغا, السيدة انتصار الوزير إبراهيم أبو النجا عضو المجلس الثوري, الدكتور فيصل أو شهلا, الدكتور رجائي بركة, الدكتور رمزي رباح, والدكتور عدنان قاسم نائب رئيس جامعة القدس المفتوحة وجميع مدراء الأقاليم التعليمية بقطاع غزة, وعدد كبير من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان.
و حضورا منقطع النظير من الفصائل و القوى الوطنية وممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر "حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح, الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،حركة الجهاد الإسلامي، الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين ، جبهة التحرير العربية ، جبهة التحرير الفلسطينية، جبهة النضال الشعبي ، محافظ غزة ، المعهد الديني الأزهري، جمعية أساتذة الجامعات الفلسطينية، الاتحاد العام لطلبة فلسطين، هيئة العمل الوطني، اللجنة القيادية العليا لفتح ،الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية,اتحاد لجان الرعاية الصحية، المبادرة الوطنية ، المجلس الثوري لحركة فتح، ".