عباس:حماس تجري حاليا مفاوضات بتل أبيب واتفاق مصري اسرائيلي على فتح معبر رفح وقرار مشعل ليس بيده
كشف الرئيس محمود عباس النقاب عن أن حركة حماس تجري حاليا في تل أبيب مفاوضات ذات طابع أمني وسياسي مع اسرائيل، مشيرا للتوصل الي اتفاق بين مصر وإسرائيل علي إعادة فتح معبر رفح الحدودي، لكنه أشار الي ان هذا الاتفاق سيستكمل الأسبوع المقبل من اجل البدء بتطبيق فتح المعابر وتخفيف الحصار عن قطاع غزة .
وهاجم الرئيس عباس خلال لقاء مثير وصريح جمعه برؤساء تحرير الصحف الأردنية والصحافيين المتخصصين بتغطية الشأن الفلسطيني في عمان مساء أول أمس، قيادة حركة حماس واتهمها بالازدواجية، مؤكدا بأن الرجل الذي يسيطر حاليا علي حركة حماس هو خالد مشعل الذي يتحكم بمسار الأمور، فيما لا أحد يعرف من الذي يسيطر عليه ويملي عليه التعليمات، ملمحا الي ان إسماعيل هنية وقيادة الداخل في الحركة ليسوا مؤثرين في القرار في هذه المرحلة.
وخلال اللقاء سئل الرئيس عباس مباشرة ما الذي سيحصل لو استقل سيارته الآن وتوجه الي قطاع غزة فهل سيرفض أهله استقباله؟.. وأجاب الرئيس عباس قائلا أن الشعب الفلسطيني سيستقبله طبعا، "ولكن المسألة لا تتعلق بقيامي بزيارة او بعدم قيامي".
وتحدث الرئيس عباس عن ضرورة ان يتم فتح معبر رفح وفق اتفاق خماسي كما كان في السابق يضم الاتحاد الأوروبي وإسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية ومصر والولايات المتحدة، وعلل ذلك بأنه يري ان فتح المعبر من دون اتفاق لا قيمة له ولا يخدم القضية الفلسطينية بل يؤثر سلبا علي الشعب الفلسطيني .
وحول المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي اكد الرئيس عباس ان هناك مفاوضات جارية الآن بين الإسرائيليين والسلطة الوطنية الفلسطينية لمناقشة قضايا الوضع النهائي وهي: القدس، اللاجئون،الحدود، الامن، المياه والمستوطنات، وأشار الي انه لا يوجد شيء مكتوب ولا يوجد شيء متفق عليه، وقال ان المفاوضات لا تتقدم لحد الآن .
وحول الأزمة مع حماس استعرض الرئيس مسارات وتطورات هذه الأزمة منذ بدايتها، موضحا انه دافع عن حق حماس في تشكيل الحكومة وان اتفاقا تم بينه وبين رئيس الوزراء آنذاك إسماعيل هنية علي تنفيذ خطة دايتون وان هنية ابلغه ان حماس تريد الشراكة وتنفيذ هذه الخطة معا نافيا بشكل قطعي ما تروجه حماس بأن هذه الخطة هي مؤامرة علي حماس او القضية الفلسطينية خاصة وان حماس مطلعة عليها تماما .
وأعلن الرئيس عباس استعداده لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية جديدة من اجل ان يقول الشعب كلمته الفصل في خياره السياسي الذي يريد.
وبشأن محاولات الخروج من حالة الانقسام الفلسطيني جراء انقلاب حماس اكد الرئيس عباس موافقته علي مبادرة الرئيس اليمني بهذا الشأن وانه سيرسل وفدا الي صنعاء لبحثها مع الأطراف المعنية، وقال نريد عودة حماس عن انقلابها لإعادة اللحمة الفلسطينية الي وضعها الطبيعي .
وشدد علي رفضه لاستخدام القوة لإعادة الأمور الي نصابها في غزة، وقال "لن أعيد السلطة الي غزة بالقوة.. فنحن حريصون علي أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ووحدة الأراضي الفلسطينية"، وأشار الي ان السلطة لازالت تنفق 58 % من موازنتها علي أهل قطاع غزة.
وسئل الرئيس عباس عن مرجعية قرارات حماس فقال "ان قرارات حماس بيد خالد مشعل لكن قرارات مشعل لا نعرف بيد من"، ملمحا الي تدخل إطراف إقليمية بالأجندة الفلسطينية عبر اتصالاتها مع قيادات حماس.
ولفت الي ان السلطة تختلف مع حماس في المشروع السياسي، وقال ان حماس لها مشروعها السياسي الخاص بها الذي قدمته الي سويسرا من خلال مستشار إسماعيل هنية احمد يوسف، وقال "ان حماس تريد سلاما علي طريقتها وقد أخبرتني الرئيسة السويسرية ان حماس قدمت مشروعها إليها، كما ان حركة حماس لم تتنصل من المشروع" .
وتحدث الرئيس عباس عن وجود عناصر وفكر لتنظيم القاعدة في قطاع غزة، وحذر من ان عدم الوصول الي اتفاق حول قضايا الوضع النهائي خلال هذا العام من شأنه ان يجعل الوضع عسيرا وكارثيا علي كافة الصعد.
وقال الرئيس عباس ان السلطة ستطلع الدول العربية المعنية بقضايا الوضع النهائي علي مسار هذه المفاوضات مشددا علي ان السلطة ملزمة بالتفاهم مع الدول العربية المعنية حول قضايا الوضع النهائي التي تناقشها مع الطرف الاسرائيلي خاصة ان هناك قضايا تهم هذه الدول مثل المياه والحدود واللاجئين .
واتهم الرئيس عباس طرفا رئيسيا ومؤثرا في الحكومة الإسرائيلية وهو وزير الجيش ايهود باراك بمحاولة تعطيل وإفشال مسار المفاوضات الجارية لأسباب داخلية إسرائيلية، وقال "ان من أسباب تعطيل المفاوضات أيضا تصفية حسابات شخصية معي".
وأشار الرئيس عباس الي ان المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي تشكل فرصة لابد من التعامل معها حتي لا نتهم بأننا نضيع فرص السلام كما يحاول الطرف الإسرائيلي اتهامنا علي الدوام.
وأكد ان واشنطن هي الطرف الوحيد القادر علي الضغط علي اسرائيل للتوصل الي السلام في المنطقة، وقال لن نتوصل الي هذا السلام دون ضغط أمريكي مؤثر علي الجانب الإسرائيلي .
وجدد الرئيس عباس تأكيده ان أي اتفاق سيتمخض عن هذه المفاوضات سيعرض لاستفتاء عام علي الشعب الفلسطيني لأنه صاحب الحق في قبول او رفض أي اتفاقية تخص القضية الفلسطينية.
ووصف ما يجري في غزة من عدوان اسرائيلي علي القطاع بأنه محرقة ورفض طروحات الرئيس الأمريكي وإسرائيل حول يهودية دولة اسرائيل وقال "لا يمكن قبولنا مثل هذا الطرح لان فيه إنهاء وتصفية للقضية الفلسطينية خاصة في موضوع اللاجئين احد ابرز القضايا الجوهرية لحل الصراع".
وشدد علي انه في كل مناسبة يحرص علي المطالبة بإطلاق سراح القيادي الفلسطيني البارز والنائب عن حركة فتح مروان البرغوثي وجميع الاسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وحول القمة العربية في دمشق قال ان فلسطين ستحضر القمة لكنه لفت الي ان الدول العربية قصرت في تسويق المبادرة العربية وذهب الي ابعد من ذلك بقوله ان هناك أطرافا عربية وفلسطينية لم تقرأ المبادرة من أساسها ، ورفض بعض الطروحات التي تنادي بحل السلطة الوطنية الفلسطينية كورقة ضغط علي اسرائيل والمجتمع الدولي لحل القضية الفلسطينية.
وأكد الرئيس عباس علي ضرورة عقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح قبل نهاية العام الجاري، وكذلك عقد المجلس الوطني الفلسطيني خلال العام ذاته، لانه بحسبه لا احد يعرف ما الذي سيحصل اذا ما انتهت المفاوضات الجارية حاليا بالفشل
الثلاثاء مارس 11, 2008 12:54 am
