ما حيلتي والقلب أعلن رأيه إلا هواها لا يرى أو يسمع
كالصقر مني طار نحو سمائها من بعد أن ضاقت عليه الأضلع
طفل عنيد ثائر متناقض صعب جريء عاشق متسرع
يا قلب اهدأ كم صدمت وكم وكم هل أطفأت نيران جرحك أدمع
كم عدت مخدوع الضمير ممزقا وطبول أهل العذل حولك تقرع
أقسمت لي أن لا تسلم حلوة مفتاح قلبك أو تحن وترجع
أوعدتني أن المظاهر خدعة عند التجارب حبلها يتقطع
بالأمس أغلقت النوافذ كلها لا حب بعد اليوم عهد قاطع
ومددت كفك للسماء معاهدا عشتار لو جاءت بها لا أقنع
مالي أراك وقد رجعت مراهقا إعقل قليلا أيها المتسرع
هل طاب جرحك هل خدعت مجددا هل أنت حقل للتجارب طيع
عجبي عليك فقدت ذاكرة الهوى ذاق المآسي قلبك المتصدع
هل فيك ركن سالم من طعنة بين الجراح جعلتنا نتسكع
أواه يا قلبي كأنك ليس لي الصبر أزرعه وسيفك يقطع
فأجابني القلب الذي لا عقل له أحسنت يا عقلي ونصحك رائع
لكنما لا نصح ينفع في الهوى حبي الجديد هو الذي لي يشفع
جاءت إلي من السماء مليكة هي باختصار هي الأنوثة أجمع
وتقول لي يا عقل تشبه غيرها بل بينها والكل فرق شاسع
هي آخر العنقود أحلى ما به أنظر إليها فوق ما نتوقع
بحنان عينيها دواء كآبتي وبحضن كفيها صغيرا أرجع
فلنخترع يوما جديدا ثامنا كالبرق بالقبلات مر السابع
الحب مثل الماء عنه لا غنى والحب كالوطن إليه المرجع
والناس كالأرض تراب أخرس والحب يحييها إذا هو ينبع